الدولة الوطنية ومفهوم الجماعات التحت وطنية: دراسة لفكرة العصبية عند ابن خلدون

  يعتبر ابن خلدون من الأوائل الذين تطرقوا إلى دور العصبية في تلاحم المجتمع واستقراره، لتلي بعد ذلك دراسات انصبت في مجالات علم الاجتماع، وعلم الاجتماع السياسي وذلك بربط البيئة الاجتماعية بمحركاتها السياسية داخليا وخارجيا، وكذلك بربط الظواهر والنتائج المرتبطة بمجالات السياسة المقارنة والعلاقات الدولي...

Descripción completa

Guardado en:
Detalles Bibliográficos
Autor principal: Ahcene Djeddi
Formato: article
Lenguaje:AR
EN
TR
Publicado: Ibn Haldun University 2019
Materias:
H
P
Acceso en línea:https://doaj.org/article/9767e4f88e9a42b0b3d63dcebfbb9e13
Etiquetas: Agregar Etiqueta
Sin Etiquetas, Sea el primero en etiquetar este registro!
Descripción
Sumario:  يعتبر ابن خلدون من الأوائل الذين تطرقوا إلى دور العصبية في تلاحم المجتمع واستقراره، لتلي بعد ذلك دراسات انصبت في مجالات علم الاجتماع، وعلم الاجتماع السياسي وذلك بربط البيئة الاجتماعية بمحركاتها السياسية داخليا وخارجيا، وكذلك بربط الظواهر والنتائج المرتبطة بمجالات السياسة المقارنة والعلاقات الدولية.انطلاقا من هذه الفكرة تسعى الورقة البحثية التي بين أيدينا ربط متغيرات البيئة المحلية للدولة بمكوناتها المجتمعية والسوسيو_ثقافية بمجالات التحليل في السياسة المقارنة، خاصة تلك التي تهتم بفهم مواضيع الديمقراطية والتنمية السياسية والاجتماعية، ومن جهة أخرى ربط هذه الأبعاد السوسيو_ثقافية بمواضيع العلاقات الدولية وقضايا البيئة الخارجية للدولة. وبالتالي تعتبر منطقة الشرق الأوسط -بمحدداتها السياسية والاجتماعية والثقافية وحتى التاريخية- بيئة خصبة لدراسة مكانة الجماعة التحت-وطنية في فهم التفاعلات الحاصلة بين الوحدات السياسية فيما بينها سواء على مستوى الدول أو المجتمعات، أو حتى بين أعضاء الجماعة الواحدة التي تنقسم ولاءاتها حسب معطيات فكرية أو سياسية أو حتى اقتصادية، على ضوء فكرتين اساسيتين في منهج اين خلدون ألا وهما:   1-فكرة العصبية وأدوارها الاجتماعية والسياسية في خلق عصبة لها انتماء وهدف موحد يربطها نوع من التضامن الاجتماعي في مواجهة الكيانات الاجتماعية الاخرى. 2-فكرة الوازع: الذي يقول عنه ابن خلدون أنه هو الحاكم بمقتضى الطبيعة البشرية أو الملك القاهر المتحكم (هنا نناقش فكرة هشاشة الدولة الوطنية في منطقة الشرق الاوسط)، بمعنى وجود سلطة تحفظ للمجتمع تماسكه وتعمل على تقوية التعاون بين أفراده وكبح عدوان بعضهم على بعض، ويقول ابن خلدون " واحتاجوا من أجل ذلك إلى الوازع وهو الحاكم عليهم، وهو بمقتضى الطبيعة البشرية الملك القاهر المتحكم". كما سيتم التركيز بشكل خاص على الدور الذي أصبحت تلعبه هذه الجماعات في منطقة الشرق الأوسط سواء باعتبارها أدوات في أيدي القوى الاقليمية، أو باعتبارها فواعل مهمة لها دور وظيفي يصوغ نماذج جديدة في شكل ومهام الدولة في الشرق الاوسط ومتغير مهم تمر عبرها التفاعلات الاقليمية بين دول المنطقة. بتفصيل أكثر، فقد اصبح للنزعة الطائفية والعرقية -أو العصبية الدينية وعصبية الانتماء المذهبي حسب التعبير ‘‘الخلدوني‘‘- في المنطقة، الأثر البالغ في رسم معالم الخارطة السياسية والاستراتيجية الشرق اوسطية، وكمثال فقد اشتد ذلك بشكل خاص بعد انتصار ثورة الخميني في 1979 في ايران واقامة الجمهورية الاسلامية الايرانية بمنطلقات ثيوقراطية و شعبوية في آن واحد مما اثار سلسلة من ردود الافعال تبنها الجوار الاقليمي لإيران، كان من نتائجها تكتل الدول الخليجية في كيان واحد لمواجهة المد الايراني وخطر تصدير الثورة اليها، من خلال اقامة اتحاد مجلس التعاون لدول الخليجي كنظام فرعي عربي اصبح اليوم يعمل بمعزل عن جامعة الدول العربية والنظام العربي العام، هذا من جهة. من جهة أخرى توالت ردود الفعل للسياسات الايرانية بشكل اكثر عنفا بعد انهيار نظام صدام حسين وتعمق التغلغل الايراني في المنطقة وتأجيج النزعة الطائفية بإثارة الحروب والنزاعات على اسس مذهبي في العراق واليمن وصولا الى سوريا، ودور كل ذلك في صياغة علاقات جديدة بين ايران وبين دول الشرق الأوسط العربية منها والغير عربية لاسيما تركيا. وفي خضم هذه الفوضى أصبحت الولاءات المعهودة للدولة الوطنية تتعدى أطرها التقليدية لتمتد خارج حدودها لصالح القوى الاقليمية، بل علاوة على ذلك اصبح المجتمع الواحد في الشرق الاوسط يتسم بعدم التعايش في عالم يتسم بالتكتلات وسياسات الاندماج. و بهذا الادراك الخطير لانعدام الولاء وطني للجماعة التحت-وطنية سواء كانت مذهبية او دينية أو حتى سياسية، اصبح مفهوم الدولة في الشرق الاوسط مهددا، بل الحديث اليوم اصبح يدور حول دولة الطائفة أو دولة الجماعة أو ما يسميه ابن خلدون ''بالعصبة ''، و الامثلة في ذلك كثيرة على غرار الوضع في سوريا و العراق و اليمن، ففي سوريا طرح من بين الحلول اقامة الدولة العلوية في غرب سوريا و دولة الاكراد في شمالها، وهو نفس المنهج المطروح لتسوية الوضع العراقي منذ 2003 بتقسيمه الى كيانات شيعية وكردية وسنية، وكذلك بالنسبة لليبيا بتقسيمها الى ثلاث اقاليم حسب الانتماءات العرقية والاثنية.